مقدمة في الدراسات الإعلامية (19)

خالد الحلوة
2 min readMay 18, 2021

--

ما الجديد في الإعلام الجديد؟

المقصود بالإعلام الجديد هو وسائل الاتصال التي تستخدم التقنية الرقمية في إنشاء المحتوى الإعلامي، مثل منصات التواصل الاجتماعي، ومواقع الأخبار الاليكترونية، ومنصات بث الفيديو، وبقية الوسائل التي تعتمد على الإنترنت في الوصول إلى الجمهور.

ولكن السؤال هو: هل هناك خصائص جديدة بالفعل يمتلكها هذا الإعلام الرقمي لكي يستحق تسميته بالإعلام الجديد؟ الواقع، نعم، هناك عدة خصائص تميز الإعلام الجديد عن الإعلام التقليدي بشكل تجعلنا نقول أن بيئة الإعلام الجديد بيئة مختلفة بقدر كبير عن البيئة الاتصالية التي سبقتها. ويمكن تلخيص أهم هذه الصفات فيما يلي.

أولاً، الاندماج: الإعلام الجديد يعتمد على التقنية الرقمية المتداخلة، التي تشمل النصوص المكتوبة، والملفات الصوتية، ومقاطع الفيديو، وغيرها، من خلال مصدر واحد. ولذلك، نجد أن الجهاز الواحد، مثل الهاتف الذكي، يقدم الصحف والمجلات والكتب والرسائل النصية ومقاطع الفيديو ومنصات التواصل الاجتماعي من خلال شاشة واحدة. بمعنى أن وسائل الإعلام القديمة التي كانت منفصلة عن بعضها البعض أصبحت مندمجة في مكان واحد. وهذا يترتب عليه أيضاً اندماج اقتصادي، مثل اندماج المؤسسات الصحفية مع محطات الإذاعة والتلفزيون لتوفير التكاليف والوصول إلى الجمهور بشكل فعال.

ثانياً، سهولة النفاذ: بمعنى سهولة الوصول والاستخدام: وسائل الإعلام الجديد تتصف بسهولة الاستخدام، فيستطيع الشخص استخدام وسائل الإعلام الجديد في أي مكان وأي زمان يشاء. كما أن معظم المواقع والمعلومات على الإنترنت مجانية، بعد دفع تكاليف الأجهزة ورسوم الاشتراك الأولية. وهذا يسبب أزمة للصحافة التقليدية التي فقدت الكثير من جمهورها، ولا تزال تبحث عن طرق جديدة لتعويض خسائرها المالية.

ثالثاً، التفاعلية: في الإعلام الجديد يستطيع الجمهور المشاركة والتفاعل مع المحتوى الإعلامي من خلال كتابة الردود أو إنشاء مقاطع صوتية أو مرئية، وإبداء الرأي والمساهمة في تشكيل المحتوى الإعلامي. وهي ظاهرة يسميها البعض صحافة المواطن.

رابعاً، غزارة وتنوع المحتوى: الانترنت تحتوي على الملايين من الصفحات التي تناقش شتى المواضيع من مختلف وجهات النظر. وهذه المواد تظهر بشكل متنوع مثل النصوص المكتوبة والصور والرسوم ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية، وهي في ازدياد مستمر وتعتمد في إنتاجها، في الكثير من الأحوال، على ما ينتجه مستخدمو الإنترنت أنفسهم.

خامساً، تعدد الاستخدامات والانفتاح (حرية التعبير): الإعلام الجديد يتيح المجال لأي شخص التعبير عن نفسه بالشكل الذي يريد، فلا يوجد على شبكة الانترنت قوانين كثيرة، ولا يوجد رقابة صارمة. ومؤخراً، بدأت تظهر بعض القوانين التي تحاول الحد من الممارسات السيئة على الأنترنت، مثل العنف والإرهاب والعنصرية، وكذلك حماية حقوق الملكية الفكرية.

سادساً، زيادة نفوذ وتحكم الجمهور: يترتب على الخصائص السابقة أن تزيد سيطرة الجمهور على المحتوى والتحكم بالرسائل التي يتعرض لها. وأصبح الجمهور يستقبل المحتوى الذي يريد في الوقت الذي يريد. ولا يكتفي باستقبال الرسائل الإعلامية، بل يساهم بإنشاء محتوى إعلامي جديد ومختلف.

--

--

خالد الحلوة
خالد الحلوة

Written by خالد الحلوة

مدونة خالد الحلوة: تهتم بالإعلام وتقنيات الاتصال

No responses yet