مقدمة في الدراسات الإعلامية 15

الاتصال الشخصي

المستوى الثاني من مستويات الاتصال هو الاتصال الشخصي وهو الاتصال الذي يحدث بين شخصين وجهاً لوجه. والاتصال الشخصي هو أكثر مستويات الاتصال شيوعاً في حياتنا اليومية، فكل إنسان يحتاج للاتصال بالآخرين من حوله لتوصيل أفكاره، والتعبير عن مشاعره، وإنجاز أعماله.

ويحدث الاتصال الشخصي بشكل مستمر في محيط العائلة، والعمل، والدراسة، وبين الأصدقاء، وغير ذلك. ومن خصائص الاتصال الشخصي أنه يحدث وجهاً لوجه في الغالب، مما يتيح التفاعل المباشر بين الأشخاص. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الأشخاص وسائل اتصال عديدة في علاقاتهم الثنائية، مثل الهاتف، والرسائل القصيرة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن العوامل التي تؤثر على مدى فعالية الاتصال الشخصي مدى القرب والتعارف بين الشخصين، والأهداف المشتركة بينهما، ومدى التساوي في القدرات والمؤهلات، وغير ذلك.

والاتصال الشخصي له أهمية كبيرة في دراسات التأثير الإعلامي، حيث أوضحت دراسات عديدة أن تأثير وسائل الإعلام على الأفراد لا يأتي بشكل مباشر، ولا يحدث في فراغ. ففي معظم الحالات، يقوم الأفراد بنقاش الأخبار والمعلومات التي تعرضها وسائل الإعلام، ويسعون لمعرفة آراء أقاربهم وأصدقائهم وزملائهم فيما يجري من أحداث، وما تعرضه وسائل الإعلام من أخبار وبرامج وإعلانات.

وبهذا يمتزج التأثير الشخصي بالتأثير الإعلامي، وتنتقل المعلومات والأفكار من وسائل الإعلام إلى الجمهور على مراحل، يتم فيها النقاش والتعديل والتحريف. وهذا يقلل من قدرة وسائل الإعلام على إحداث تأثير مباشر وقوي على الجمهور.