مقدمة في الدراسات الإعلامية 2
أهمية الدراسات الإعلامية
كما عرفنا في المقال السابق، تأتي أهمية الدراسات الإعلامية من أهمية وسائل الإعلام نفسها، والدور الكبير الذي تلعبه في المجتمع. فوسائل الإعلام لها تأثيرات كثيرة على المستوى الفردي، وتأثيرات أخرى متنوعة على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي.
ويمكن تلخيص هذه التأثيرات في عدة نقاط، تمثل الأسباب التي تجعلنا نهتم بالدراسات الإعلامية كأداة لفهم وتحليل هذه الظواهر.
أولاً، وسائل الإعلام هي مصدر أساسي للمعلومات والمعرفة حول العالم. فعندما نحتاج لمعرفة ما يجري حولنا من أحداث، فإننا نتجه في الغالب إلى وسائل الإعلام، مثل التلفزيون والإذاعة والجرائد ومواقع الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي، لمعرفة آخر الأخبار والمعلومات.
ولكن عملية نقل الأخبار ليست عملية محايدة، لأن كل وسيلة إعلام وكل مصدر خبري له اتجاه خاص ووجهة نظر ذاتية. لذلك، فالدراسات الإعلامية تساعدنا على فهم مصادر الأخبار ومعرفة جوانب التحيز فيها.
ثانياً، وسائل الإعلام مصدر أساسي للتأثير على الرأي العام، ولها دور كبير في تشكيل الحياة السياسية للشعوب. فمن واجب وسائل الإعلام، كأحد أهم وظائفها، توفير مساحة للحوار والنقاش والتشاور حول القضايا الهامة في المجتمع. وتوفر لنا الدراسات الإعلامية أدوات وأساليب قياس الرأي العام، والنظريات المتعلقة بفهم مكونات الرأي العام، وأساليب التأثير على الاتجاهات.
ثالثاً، وسائل الإعلام يملكها ويديرها ويتحكم بها عدد قليل من الأشخاص أو الجهات. ففي كثير من الدول، تملك الحكومات وسائل الإعلام، وفي حالات أخرى، يكون هناك مؤسسات مستقلة وغير ربحية تدير وسائل الإعلام. ولكن في أغلب الحالات، هناك شركات تجارية كبرى تملك وتسيطر على وسائل الإعلام والاتصال، ويكون هدفها الربح المادي.
وبطبيعة الحال، تختلف رؤية وسائل الإعلام وأهدافها باختلاف مصدر التمويل. فالإعلام الحكومي يختلف عن الإعلام التجاري، من حيث نوعية البرامج، وأساليب الإنتاج، وطرق مخاطبة الجمهور. والدراسات الإعلامية تحلل هذه الفوارق، وتناقش مزاياها وعيوبها، وتقيس تأثيرها على الجمهور.
وهناك نقاط أخرى في أهمية الدراسات الإعلامية نستكملها في المقال القادم إن شاء الله.